المشهد الأسبوعي الإيراني 18-01-2021


استنتاجات الأسبوع:
- "حرب تصريحات" بين "بومبيو" ومسؤولين إيرانيين تزامنًا مع عقوبات جديدة تطال مؤسسات تابعة لـ"خامنئي"
- إيران تدين تصنيف "الحوثيين" منظمة إرهابية من قبل واشنطن التي تريد تقليم أظافر طهران في البحر الأحمر
- الحرس الثوري يختبر صواريخ بالستية مقابل ترحيب إيراني بالمصالحة الخليجية
دعت إيران إلى ضرورة عدم تسييس مسألة احتجازها لناقلة النفط الكورية، كما دعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى عدم التدخل في القضية؛ حيث دعت الأخيرتان إلى الإفراج عن الناقلة بشكل "فوري"، فيما أدانت الخارجية الفرنسية توقيف الناقلة، معتبرةً أن "هذا الحادث يغذّي التوترات في المنطقة". من جهته، أوضح متحدث الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن الوفد الكوري الجنوبي طرح "أسئلة عن المشاكل الفنية المرتبطة بالسفينة، والتي قمنا بالإجابة عنها". وبعد أيام من توقيف الناقلة، اتهمت إيران كوريا الجنوبية باحتجاز أرصدة بقيمة سبعة مليارات دولار "رهينة" لديها، وعدم السماح باستخدامها في ظل العقوبات المفروضة من واشنطن.
في سياق متصل، شهد موقع "تويتر" تراشقًا في التصريحات بين وزيري الخارجية الأمريكي والإيراني، بسبب اتهامات أمريكية لطهران بأنها باتت مركزا لتنظيم القاعدة. في التفاصيل، قال "بومبيو" إن واشنطن قررت فرض عقوبات على اثنين من قادة القاعدة المتمركزين في إيران وثلاثة من قادة تنظيم كردي، مضيفًا أن "القاعدة أقامت مركزًا لقيادتها في طهران، وأن نواب زعيم التنظيم، أيمن الظواهري، موجودون هناك حاليًا"، مشددًا على أن "إيران باتت مركزًا للتنظيم"، دون أن يقدم تفاصيل أو أدلة واضحة على ذلك. وأكد الوزير على أن "الرجل الثاني في التنظيم، محمد المصري، المطلوب لقتله أمريكيين في تفجيرات بأفريقيا عام 1998 قُتل في آب/ أغسطس الماضي دون الإفصاح عمن قتله".
بالمقابل، وفي أول رد لطهران، اتهم "ظريف" "بومبيو" "بترويج الأكاذيب"، ووصف مزاعمه بعلاقة إيران بالقاعدة بأنها "خيالية". وتابع "ظريف": "إن بومبيو ينهي بشكل مثير للشفقة حياته المهنية الكارثية بمزيد من الأكاذيب التي تثير الحروب". كما رد "خطيب زاده" بأن "تغريدات بومبيو ناجمة عن الغضب الهستيري الذي تملّكه في نهاية دورته المخزية بمنصب وزير الخارجية، والغضب الناجم عن فشل سياسة الضغوط القصوى". هذا، فيما وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بـ"الإرهابي التاريخي"، معتبرًا أنه حكم بعقلية "التاجر المقامر".
في السياق، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، تشمل مؤسستين تابعتين للمرشد الأعلى، علي خامنئي، وكيانات أخرى، من بينها مكتبة "آستان قدس رضوي" المركزية، والمقر التنفيذي لتوجيه الإمام، وهما مؤسستان خاضعتان مباشرة لسيطرة "خامنئي". وزعمت الخزانة الأمريكية أن تلك المؤسسات "مكّنت النخبة الإيرانية من تملك جزء كبير من الاقتصاد من خلال نظام فاسد".
بالمقابل، أرسلت إيران تحذيرًا إلى الولايات المتحدة تلوح فيه بإمكانية اللجوء إلى مقاضاتها في المحكمة الدولية، بسبب إجراءات "غير القانونية" ضد دبلوماسيين تابعين لها بالأمم المتحدة. ولفت "خطيب زاده" إلى أنه تم في هذه المذكرة تحذير واشنطن، من أنها إذا لم توقف أفعالها غير القانونية ضد الدبلوماسيين الإيرانيين في المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فإنها سترفع شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية.
عسكريًا، أعلن الحرس الثوري عن اختبار عدد كبير من الصواريخ الباليستية "أرض-أرض" في صحراء كوير وسط إيران، مشيرًا إلى أن الاختبار كان ضمن مناورات "الرسول الأعظم 15"، التي تتضمن عمليات تركيبية تشمل إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة هجومية قاذفة. ولفت الحرس إلى أن الصواريخ التي تم اختبارها مزودة برؤوس حربية، قابلة للفصل والقدرة على التوجيه خارج الغلاف الجوي، فضلًا عن القدرة على تعطيل الدرع الصاروخي للعدو وتجاوزه.
عسكريًا أيضًا، قام الجيش الإيراني بإطلاق "مناورات صاروخية كبرى" في بحر عُمان استمرت يومين، انطلاقًا من محافظة "كنارك"، وتم فيها استخدام بارجتي "مكران" و"زرة"، اللتين تحملان منصات لإطلاق الصواريخ. وتأتي هذه المناورات في ظل التصعيد الذي تشهده المنطقة، وإرسال الولايات المتحدة طائرات "بي52" القاذفة العملاقة إلى المنطقة، وكذلك الغواصة "يو إس إس جورجيا"، التي يمكن تزويدها بـ154 صاروخ توماهوك، إضافةً لحاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" الموجودة في مياه الخليج منذ نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر.
خارجيًا، رحب "خطيب زاده" بالمصالحة الخليجية وبـ"التغيير في موقف السعودية والإمارات تجاه إيران في الفترة الأخيرة"، مصيفًا: "في أي لحظة تصحح هذه الدول مسارها الخاطئ وتنتبه إلى حقائق المنطقة، ستكون أحضاننا مفتوحة"، وأبدى استعداد طهران لفتح صفحة جديدة معهما، لكن بشرط "تغيير سلوكهما". هذا، بينما أدانت إيران تصنيف أمريكا جماعة "الحوثيين" اليمنية منظمة إرهابية، واعتبرت ذلك "إفلاسًا" من إدارة "ترامب"، واعتبر "خطيب زاده" أن القرار "لا قيمة له"، مؤكدًا على أن الأمريكيين سوف يضطرون إلى الحوار مع "الحوثيين" في اليمن. من جهته، قال السفير الإيراني لدى الحوثيين، حسن ايرلو، إن القرار الأمريكي "جاء بضغط من الصهاينة، الذين لا يريدون لليمن السلام والاستقرار".
من جهة أخرى، قالت "فائزة رفسنجاني"، ابنة الرئيس الإيراني الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، إن التدخل الإيراني بسوريا تسبب في مقتل نصف مليون إنسان، موضحةً في مقابلة مع موقع "إنصاف نيوز" المحسوب على التيار الإصلاحي، أن والدها نصح "سليماني"، بأنه لا جدوى من التدخل في سوريا، إلا أن الأخير أصر على ذلك مدعومًا من الحرس الثوري. واتهمت "رفسنجاني" القيادة الإيرانية الحالية باستعداء جميع الأصدقاء، وفقدان أي خيط للوصل مع المعارضة التي تحولت إلى معارضة بالخارج، وأضافت: "قتل ما لا يقل عن 500 ألف شخص في سوريا، ومع ذلك فنحن ساعدنا بشار الأسد، فكيف نؤمن بالإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان".
أمنيًا، اعتقلت الأجهزة الأمنية الكويتية عشرة إيرانيين بعد تسللهم عن طريق البحر، ووصولهم إلى أحد الموانئ جنوب البلاد، لافتةً إلى أن عددًا من المواطنين أبلغوا برصدهم قاربًا ترجل منه إيرانيون في ميناء عبد الله بمنطقة الأحمدي، قبل أن يعود إلى إيران.
أمنيًا أيضًا، أعلنت سلطة الكهرباء عن ضبط 1622 مركزًا غير مرخص لتعدين العملات الرقمية، إثر أزمة في إمدادات الطاقة بمناطقة مختلفة. ويتم استخدام أجهزة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء لتعدين العملات الرقمية، لا سيما "بيتكوين"، التي بلغ سعرها مستويات قياسية مؤخرًا. وكانت عدة تقارير أشارت سابقًا إلى انتشار عمليات استخراج العملات الرقمية واستخدامها في إيران، التي ترزح تحت عقوبات اقتصادية قاسية.
في الشأن النووي، أعربت حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة عن "قلقها العميق من إعلان إيران أنها تستعد لإنتاج معدن اليورانيوم". ويثير هذا الموضوع حساسية إضافية، لأن هذا المعدن قابل للاستخدام في تطوير سلاح نووي، فيما جددت طهران نفي سعيها لذلك.