خطط عراقيّة جديدة لمواجهة هجمات "الكاتيوشا" على "المنطقة الخضراء"
![]() ![]() |
وسط مخاوف عراقيّة من رد فعل عسكري أمريكي حيال تكرار الهجمات على القوات الأمريكيّة والمنطقة الخضراء في بغداد، بدأت قوات الأمن العراقية بتنفيذ خطة انتشار واسعة بمشاركة من الجيش وقوات الشرطة وجهاز الأمن الوطني، في مناطق عدة من العاصمة بغداد، تهدف لمنع تنفيذ أي هجمات صاروخية جديدة على المنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأمريكية.
الخطة الجديدة تأتي بعد هجوم صاروخي عنيف استهدف وسط بغداد، وأسفر عن خسائر وأضرار مادية، بممتلكات عامة وخاصة بمنازل مواطنين قاطنين قرب المنطقة الخضراء، فيما أصدرت السفارة الأمريكية بيانًا أكدت فيه عدم تسجيل أي خسائر بالهجوم.
ووفقًا لمسؤول أمني عراقي رفيع، فإن الانتشار الأمني الجديد ركز على المناطق التي شهدت عمليات إطلاق صواريخ منها على المنطقة الخضراء، مضيفًا أنه قد تم نشر وحدات راجلة وأخرى ثابتة وإقامة نقاط تفتيش جديدة وحواجز أمنية خلال فترة المساء، وتم تعميم رقم هاتف للمواطنين للاتصال في حال ملاحظتهم أي تحركات مريبة قرب منازلهم. ولفت إلى أن التحقيق مع 4 أشخاص مشتبه بهم ما زال مستمرًا، وهم من العناصر المنتمية لأحد الفصائل المسلحة، مؤكدًا أن ممثلين عن "الحشد الشعبي" يشاركون في التحقيق.
من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، أنها تعمل على إجراءات كبيرة لإيقاف الهجمات على البعثات الدبلوماسية والمنشآت الحيوية بالعراق. وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة اللواء "تحسين الخفاجي" إن "قيادة العمليات تقوم بعمل كبير من أجل إيقاف الهجمات على المنشآت والأهداف الحيوية للبلد ومن ضمنها السفارات والبعثات الدبلوماسية من خلال تفعيل الجهد الاستخباري والأمني"، لافتًا إلى أن "الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها ستكون لها نتائج واضحة للعيان خلال الأيام القليلة القادمة".
وأضاف أن "قيادة العمليات المشتركة والأجهزة الأمنية ووفقًا لتوجيه القائد العام للقوات المسلحة مستمرة بالضغط على المجاميع المنفلتة التي تستخدم السلاح خارج إطار الدولة وتهدد أمن وسيادة البلاد"، مبينًا أن "قيادة العمليات لن تسمح بأن يكون هناك تهديد للسلم المجتمعي أو أن تكون هناك صورة غير صحيحة وسلبية بالنسبة للعراق أمام المجتمع الدولي".
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء "يحيى رسول"، قد أكد في وقت سابق، أن القوات الأمنية ستعمل على ملاحقة الخارجين عن القانون وتقديمهم إلى العدالة.
وانتقد سياسيون عراقيون، تلك الهجمات، والتي تنفّذ تحت مسمى "المقاومة والجهاد"، وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق "بهاء الأعرجي" إنّ المقاومة والجهاد عنوانان كبيران هدفهما تحرير البلد ليستعيد سيادته وقوّته، أما استهداف البعثات الدولية والدبلوماسية، فنتيجته عزلة العراق وإضعافه وإحراج الحكومة في وقت تكثر به الأزمات، لذا فإن كل عمل من أمثال هذا الاستهداف لا يمكن أن يكون نابعًا من إرادة وطنية بل من تبعية واضحة.
وأعلن رئيس الحكومة العراقية "مصطفى الكاظمي" القبض على مجموعة يشتبه بضلوعها في القصف الصاروخي الأخير الذي تعرضت له المنطقة الخضراء، رافضًا أي اعتداء على البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق.
وتتهم واشنطن مجموعات عراقية مقربة من إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف المنطقة الخضراء، ومطار بغداد الدولي الذي يوجد فيه جزء مخصص للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والأرتال التي تنقل معدات التحالف الدولي، بصواريخ "كاتيوشا" والعبوات الناسفة بين الحين والآخر.
وجاء الهجوم مع اقتراب ذكرى اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" وزعيم "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا بغارة جوية أمريكية، قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام الماضي.